لقد كانت العملة الهندية هي العملة المتداولة في الأربعينات والخمسينات وقد فضّلت الحكومة البريطانية إصدار عملات محلية للإمارات، إلا أن الحكومة المحلية لم تشّجع إصدار عملات خاصة بها آنذاك، إضافة إلى ان الحكومة الهندية فضّلت استخدام عملتها. غير أن هناك عوامل أدّت فيما بعد إلى إصدار العملة المحلية. فخلال الفترة بين شهري مايو ويوليو من عام 1959 تجمّع لدى البنوك العاملة في إمارات الخليج ما تساوي 34.6 مليون جنيه استرليني من الروبية الهندية، 50% منها لدى البنك البريطاني للشرق الأوسط الذي قام بتحويل 36.3 مليون جنيه استرليني إلى الروبية الهندية الجديدة وذلك إثر قرار الحكومة الهندية إصدار عملة هندية جديدة لإمارات الخليج. وقد تمّـت عملية الاستبدال للعملة أو ما يعادل 37.5 مليون جنيه استرليني على أساس سعر التعادل السائد آنذاك .
لقد كان لقرار الهند في شأن إصدار روبية خاصة بالخليج وقع سيء لحكومات منطقة الخليج، لما لهذا القرار من أبعاد على العلاقات التجارية والاقتصادية التي تربط منطقة الخليج بالهند، لاسيّما وإن الروبية الهندية كانت تتمتع بالقوة الاقتصادية آنذاك، ولكن حكومة الهند قامت بتطمين حكومات المنطقة بإيضاح الهدف من وراء هذا الإجراء، وهو الحدّ من عمليات التهريب التي تتعرض لها الهند وخاصة في تهريب الذهب، وأن الهند تسعى إلى حماية اقتصادها من جراّء عمليات التهريب غير المشروع للعملة في ظل الوضع المتردي للخزينة العامة للدولة، وأوضحت أن عملية التحويل سوف تتم بدون مشاكل وأنه يحق لأبناء المنطقة من المسافرين إدخال الكمية التي يرغبون فيها من العملة إلى الهند دون قيود، كما أكّدت حكومة الهند في إعلانها الصادر في مايو 1959 بأن التغيير في العملة لا يعني خفض قيمة الروبية الخليجية وإنما سوف تظل هذه الروبية محافظة على قيمتها، وهذه الأوراق سوف تكون مضمونة من البنك الاحتياطي الهندي والحكومة الهندية.
تمتّ عملية الاستبدال للعملة البديلة خلال فترة وجيزة استمّرت من 11مايو إلى 21 يونيو 1959، وقد قُدّرت قيمة الإصدار من "روبية الخليج" بحوالي 500 مليون روبية أو ما يعادلها (37.5 مليون جنيه استرليني على أساس سعر التعادل السائد آنذاك)، وقد تمت عملية استبدال هذه الأوراق في كل من أبوظبي، ودبي والشارقة وذلك حسب ما يلي:
أبوظبي: من خلال البنك البريطاني للشرق الأوسط.
دبـي : من خلال البنك البريطاني للشرق الأوسط.
الشارقة: من خلال البنك الشرقي والبنك البريطاني للشرق الأوسط.
وفي عام 1966 قامت حكومة الهند بتخفيض قيمة الروبية الهندية بنسبة 35% مما أدى إلى قيام البنوك في الإمارات بإغلاق أبوابها ريثما يتم الاستيضاح فيما إذا كان التخفيض ينحصر فقط على الروبية المعمول بها في الهند أم يشمل الروبية الهندية الخاصة بالخليج. وجاء الرد بعد عشرة أيام بأن النخفيض يشمل روبية الخليج الهندية، الأمر الذي سببّ أضراراً مادية للإمارات مثلها مثل بقية إمارات الخليج الأخرى التي كانت تستخدم هذه الروبية كعملة لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق